امهات النبي وهي زوج النبي الثالثه ام المؤمنين السيده
عائشه وهناك اربع وقفات الاوله المرحله العمر التانيه
حب النبي لزوجته الرابعه دور ام المؤمنين الاسري
سير الصحابة والصحابيات الكرام، ومناقب العلماء والعالمات، أحد
الملهمات لعلو الهمم، فلنقطف من سيرتهم العطرة، ما يمكننا أن
نطبقه في حياتنا، فننال به خيري الدنيا والآخرة.. ويطيب لنا الحديث
اليوم عن إحدى أمهات المؤمنين، وهي الزوجة الثالثة للنبي محمد
“صلى الله عليه وسلم”.. الفقيهة العالمة المحبوبة بنت المحبوب
أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق “رضي الله عنهما”.
وضيف حلقتنا اليوم، هو فضيلة الأستاذ الدكتور مبروك بهي الدين
رمضان الدعدر، أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية، بكرسي الأمير
سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة الملك
سعود..
حدثنا عن شخصية السيدة عائشة أم المؤمنين وكيف تزوجت النبي،
صلى الله عليه وسلم؟
الحديث عن السيدة عائشة “رضي الله عنها” يحتاج إلى سعة من
الوقت والتفصيل، فمناقبها، وحياتها في بيت الرسول “صلى الله
عليه وسلم”، وعلمها، ومشاركتها في الحياة العامة، والأحاديث التي
روتها، ومواقفها الكثيرة جدًا، ولكل موقف قصة وعبرة، ولكن لمناسبة
المكان والزمان سوف نقتطف بعضًا من جوانب حياتها “رضي الله
عنها”، ليكون لبناتنا وأزواجنا قدوة ومثَلٌ يحتذى.
وشخصية هذه الحلقة متفردة ومتميزة، فهي عائشة بنت أبي بكر
الصديق، الزوجة الثالثة للنبي “صلى الله عليه وسلم”، وهي ابنة
أحب الناس إلى رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، أبي بكر
الصديق، وأمها: أم رومان بنت عامر، “رضي الله عنها”، ولدت بعد
البعثة بأربع سنوات، تزوجها رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قبل
الهجرة ببضعة عشر شهرًا، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية
للهجرة، وهي زوجته “صلى الله عليه وسلم” في الدنيا والآخرة كما
ثبت في الصحيح. وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام
قبل زواجه بها، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (رأيتُك في المنام ثلاث ليال، جاء بك
الملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك فأكشف عن وجهك
فإذا أنت فيه، فأقول: إن يك هذا من عند الله يُمضه) “متفق عليه”.
ولم يتزوج “صلى الله عليه وسلم” من النساء بكراً غيرها، وكانت
تفخر بذلك، وتوفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان (58هـ)،
وكان عمرها يومئذ سبعاً وستين سنة.
العرب كانت تزوج البنات في سن مبكرة
الوقفة الأولى: بالنسبة لما يثار حول المرحلة العمرية التي تزوجت
فيها السيدة عائشة “رضي الله عنها”، فإن الأمر يختلف باختلاف
البيئة والبنية الجسمية للبنات عموماً، وشبه الجزيرة العربية خصوصًا،
إذ كانت العبرة حينها باكتمال الأنوثة والوعي والإدراك بمهام الحياة
الأسرية الذي كانت توليه الأسرة العربية أولى اهتماماتها، بل هو
الاهتمام الأول والأوحد للبنات، لا بالعمر الزمني، وكان من عادة العرب
حينها تزويج البنات في سن مبكرة جداً، نظراً لطبيعة النمو والبنية
الجسمية التي كانت تتمتع بها الفتيات في شبه الجزيرة آنذاك، ومع
اختلاف الزمن واختلاف البيئة المكانية، وما طرأ على زماننا من
مشكلات تتعلق بالزواج وكثرة الاختلافات الزوجية الناشئ عن غياب
الوعي والإدراك بمهام البيت وأهمية بناء الأسرة، نظرًا لتعدد
الاهتمامات، ودخول العديد من المؤثرات البيئية والاجتماعية والسلوكية
في حياة المجتمعات فإنه من غير المناسب القياس على تلك الحالات
أو اعتبارها كدليل، فالزواج يبنى على فهم وإدراك المهام المنوطة
بكلا الزوجين.
ماذا عن مكانة السيدة عائشة عند النبي “صلى الله عليه وسلم”؟
تمتعت السيدة عائشة “رضي الله عنها” بمكانة خاصة في قلب
رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، وكان يُظهر ذلك الحب، ولا يخفيه،
فحين سأل عمرو بن العاص “رضي الله عنه”، النبي “صلى الله عليه
وسلم” أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: “عائشة”. قال:
فمن: الرجال؟ قال: “أبوها”. “متفق عليه”.
كما كان “صلى الله عليه وسلم” يدافع عن هذا الحب، ولا يقبل لأحد
أن ينال من مكانتها عنده “صلى الله عليه وسلم”، ومن ذلك قوله
“صلى الله عليه وسلم” لأم سلمة: يا أم سلمة، لا تؤذيني في
عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة
منكن غيرها.
ولقد ظفرت “رضي الله عنها” بألقاب لم تظفر بها غيرها من أمهات
المؤمنين رضوان الله عليهن أجمعين، فمن ذلك: “عائش، والحميراء
(البيضاء المشروب بحمرة)، الموفقة، الصديقة، ابنة أبي بكر، أم
المؤمنين..”.
الوقفة الثانية: لم يتحرج النبي “صلى الله عليه” وسلم في أن يذكر
حبه لزوجته، ولم يورّي بمحبوبته بل صرح به على مرأى ومسمع من
سأل، وإنك لتعجب من رجال ينادون زوجاتهم بأسماء الرجال، أو
بكنية ليست لهم، تحرجًا وتحفظًُا، فليس اسم المرأة عيباً، ولا نقصاً،
بل تقديرها واحترام شخصيتها حق كفلته لها الشريعة السمحاء،
فضلاً عن أن النداء باسم الزوجة أو بالاسم مرخماً، أو بالكنية التي
تحبها فيه من التلطف والتودد، وحسن المعاشرة، وزيادة الألفة،
وكسب القلوب.
تكلم عن بيت السيدة عائشة في بيت النبي؟
مع مكانة بيت النبوة، وما يلقى فيه من حكمة، وما يناط به من مهام
عظام، ومع صغر سن سيدة البيت أم المؤمنين، فلم يكن بيت النبوة
مع السيدة عائشة جافاً رتيباً، بل غلب عليه المرح، والبسمة،
وحسن المودة، وهناك من المواقف الكثيرة التي تبرهن على سماحة
الدين وبحبوحته في العلاقات الأسرية، فمن ذلك ما تحتاج إليه أمثالها
من اللعب والصواحب، فكانت رضوان الله عليها تلعب بألعابها مع
صويحباتها في بيت النبوة، فكن يتهيبن من النبي، فتقول كان رسول
الله “صلى الله عليه وسلم” يُسَرُّ بهن إليّ.
ومنه عندما هبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة
(ألعاب) من قماش، فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي ورأى
بينهن فرسًا لها جناحان من رقاع. فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟
قالت: فرس. قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان. قال: فرس
له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلًا لها أجنحة، قالت:
فضحك حتى رأيت نواجذه.
ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنه (لقد رأيت رسول الله “صلى
الله عليه وسلم” يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب
في المسجد وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف
من أجلي حتى أكون أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن
الحريصة على اللهو).
وقد كانت أم المؤمنين رضي الله عنها من شدة حبها لرسول الله
“صلى الله عليه وسلم” وورعها لله تعالى إذا كان هناك أي خصومة
من الخصومات التي تحصل بين الأزواج لا تهجر إلا اسمه فقط.
كما كان لها مواقف عدة مع زوجات النبي “صلى الله عليه وسلم”،
ومن ذلك موقفها مع السيدة سودة بنت زمعة الزوجة الثانية، عندما
مازحتها في وجود النبي “صلى الله عليه وسلم” وطليت وجهها
بالحريرة؛ لأنها أبت أن تأكل منها، والنبي يشاهد ويضحك.
وقد اشتهرت “رضي الله عنها” بالحياء والورع الشديدين حتى أنها
كانت تستحي من عمر “رضي الله عنه” وهو في قبره، وكانت
“رضي الله عنها” كريمة كرمًا مميزًا حتى أنها تنفق آلاف الدراهم
دون أن تدخر لنفسها دراهم معدودة للطعام والشراب، حتى أن صور
صبر وورع وتواضع وحلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أكثر من
أن تعد، قال عروة بن الزبير رضي الله عنه: (كانت عائشة تقسم
سبعين ألفاً، وهي ترقع درعها).
الوقفة الثالثة:لم يكن الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم ينفر من
هذا أو يتضايق؛ بل كان “عليه الصلاة السلام” يسر بصاحبات الصديقة
لأنهن يلعبن معها.
ومن حسن أخلاقه “صلى الله عليه وسلم” أنه كان يسترها بردائه
حتى تنظر إلى لعب الأحباش لتسليتها، بل كان “عليه الصلاة السلام”
يقف دون كلل أو ملل حتى تمل رضي الله عنها وتنصرف.
من فضائل السيدة عائشة:
فضائل أم المؤمنين عائشة كثيرة جداً، وهي تعتبر من أكثر الصحابيات
فضلاً، كما حظيت بتكريم خاص، في مواقف عدة منها: “قال رسول
الله “صلى الله عليه وسلم”: يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام.
قلت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله.
ومن ذلك: ما جاء في صحيح البخاري، قول رسول الله “صلى الله
عليه وسلم”: (كمُل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم
بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل
الثريد على سائر الطعام).
ويكفيها فضلاً أنه نزل في براءتها قرآن يُتلى إلى يوم القيامة، ويكفيها
فضلاً أنها زوجة النبي “صلى الله عليه وسلم” في الدنيا والآخرة،
وأنها أحب نسائه إلى قلبه، وأنه مات في دارها ودفن فيها، وأنه مات
بين سحرها ونحرها.
وماذا عن المكانة العلمية للسيدة عائشة وخاصة أنها كانت تروي
أحاديث النبي “صلى الله عليه وسلم”؟
مع صغر سنها، ونشأتها في بيت النبوة، جمعت السيدة عائشة بين
الفطنة والذكاء واللغة والعلم بالأنساب، فضلاً عن تعلم كل علوم
الشريعة من المصدر المباشر، وتعتبر أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها من أفقه نساء هذه الأمة، وأنها صاحبة معرفة بأنساب العرب،
وأنها العابدة والزاهدة والشاعرة ومعلمة النساء.
فقد روت عن الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” علماً كثيراً،
وبلغ مسندها رضي الله عنها ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، وكانت
أفصح أهل زمانها وأحفظهم للحديث، روى عنها الرواة من الرجال
والنساء، يقول أبو موسى الأشعري رضي الله عنه “ما أشكل علينا
أصحاب محمد “صلى الله عليه وسلم” حديث قط، فسألنا عنه عائشة
إلا وجدنا عندها منه علما”، وكان مسروق إذا روى عنها يقول:
حدثتني الصديقة بنت الصديق البريئة المبرأة، وقال الزهري ” كانت
عائشة أعلم الناس، يسألها الأكابر من أصحاب رسول الله “صلى الله
عليه وسلم”، وقال عطاء “كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس
وأحسن الناس رأياً في العامة”.
وقد ثبت رجوع أكابر الصحابة مثل عمر وعثمان وعليّ وابن عمر وابن
مسعود وابن عباس وغيرهم في الكثير من المسائل التي كانت
تشكل عليهم إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فكانت تفصل
بينهم بالحكم الشرعي كما قال أبوموسى الأشعري.
الوقفة الرابعة:
لم يقتصر دور المرأة في بيت النبوة على الدور الأسري ورعاية الزوج،
وإن كان ذلك يعد المهمة التي حباها الله تعالى بها، لما أودع فيها
من الإمكانات والقدرات التي تميزها، ومنها القدرة على الصبر والتحمل،
بل تعداه إلى أدوار أخرى في فن التعامل مع الآخرين، والدور العلمي
ومساندة خير البشر فيما روت لنا جملة من التشريعات التي حوت
أدق تفاصيل حياته “صلى الله عليه وسلم”.
إن شخصية أم المؤمنين رضي الله عنها التي اتصفت بهذه الصفات
العالية وقدمت للنساء كافة أسوة حسنة لحياة مثالية كاملة، ورسمت
لكل من أتى بعدها أمثل الطرق وأنفعها، وذلك بمآثرها الخالدة،
وعبادتها لله تعالى، والمُثُل الحيّة والأساليب العملية للأخلاق
الشرعية شرحاً تفصيلياً، فلها المنّ والفضل من جميع النواحي
الدينية والعلمية والاجتماعية على النساء بل والرجال معاً.
افقه النساء واكثر الصحابيات رواية للحديث
من اهم وقفات ام المؤمنين
افقه النساء واكثر الصحابيات رواية للحديث